تبحث هذه الدراسة في استخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية ( GIS) Geographical Information System في دراسة استعمالات الأرض في مدينة نابلس ، وتقع منطقة الدراسة على خط عرض 14َ-32ْشمال خط الاستواء وخط طول 15َ-35ْشرق خط غرينتش .
تنبع أهمية هذه الدراسة من خلال استخدام نظم المعلومات الجغرافية كتقنية فعالة تستخدم لقنص (Data Capture) وتخزين (Data Storage) ومعالجة (Data Processing) وإدارة (Data Management) وإخراج المعلومات المكانية ( Spatial Data) وربطها بالمعلومات الوصفية ( Attribute Data) ، ووضع النماذج والسيناريوهات أمام الباحثين والمخططين وصانعي القرار ، مما يساهم في التخطيط السليم لاستخدامات الأرض داخل المدينة .
تهدف هذه الدراسة إلى فحص إمكانية نظم المعلومات الجغرافية GIS في إنتاج خرائط استعمالات الأرض ودراسة مدى فعاليتها في الدراسات الكمية والتحليلية ، ودراسة التغيرات التي حصلت في استعمالات الأرض في المدينة عبر فترات زمنية مختلفة (Land Use Changes ) .
كما يتناول هذا البحث دراسة التباين في توزيع استخدامات الأرض بين أحياء المدينة .
اعتمد الباحث في توظيفه للبيانات المتوفرة على المنهج الإحصائي الوصفي الكمي التحليلي ، حيث قام الباحث في معالجة البيانات بواسطة برنامج (Arcview GIS) أحد برامج نظم المعلومات الجغرافية .
تم تحديد منطقة الدراسة على الصورة الجوية المأخوذة عام 1999 ، حيث تم ربط الصورة الجوية في الإحداثيات ، ثم تم تقسيم المدينة إلى تسعة طبقات (Layers ) وبعد ذلك تم ترقيم (Digitization ) محتويات الصورة وحوسبتها كالمباني ، والشوارع ، وقطع الأراضي ، وتم اختيار عينة عشوائية طبقية (Stratified Random Sample) ، حيث بلغ حجم العينة 5% من مجتمع الدراسة (المباني).
قام الباحث بعد ذلك بمسح ميداني لكافة استعمالات الأرض في المدينة اعتماداُ على العينة المختارة ومسح شامل للاستخدام الزراعي ، واستخدام الطرق ، واستخدام ارض الفضاء ، واستخدام المقابر وتحليلها على مستوى الطبقة الواحدة ثم على مستوى المدينة وتوصل الباحث إلى أن نظم المعلومات الجغرافية تعتبر تقنية فعالة في دراسة استعمالات الأرض، حيث اعتمد عليها الباحث في المعالجة والتحليل وحساب المساحات لكافة الاستخدامات.
إن استخدام نظم المعلومات الجغرافية يتميز بالدقة والجهد ولكن يتطلب جهدا كبيراُ وخاصة في إدخال البيانات التي تشكل حوالي 70% من الجهد .
بلغت نسبة الاستخدام السكني 53،53%حسب العينة للمدينة ، حيث حصلت المساكن الشعبية على المرتبة الأولى في توزيعه ، وبلغت نسبة الاستخدام التجاري على 73،12%من العينة للمدينة ، وحصلت منطقة الدوار وغرب الدوار على المرتبة الأولى في توزيعه ، وبلغت نسبة الاستخدام الصناعي 15،11% من العينة للمدينة ، وحصلت المنطقة الصناعية على المرتبة الأولى في توزيعه ، وبلغت نسبة الاستخدام التعليمي (المدارس) 31،11%من العينة للمدينة ، وحصلت راس العين وخلة العامود على المرتبة الأولى في توزيعه ، وبلغت نسبة الاستخدام الديني ( المساجد) 75،1% من العينة ، وحصلت البلدة القديمة على المرتبة الأولى في توزيعه ، وبلغت نسبة الاستخدام الحكومي 38،3%من العين للمدينة ، وحصلت راس العين وخلة العامود على المرتبة الأولى في توزيعه ، وبلغت نسبة الاستخدام الصحي 38،3% من العينة للمدينة ، وحصلت رفيديا على المرتبة الأولى في توزيعه ، وبلغت نسبة الاستخدام الزراعي 60،3% حسب المسح الشامل للمدينة ، وحصلت المنطقة الصناعية على المرتبة الأولى في توزيعه ، وبلغت نسبة استخدام ارض الفضاء 48،19% حسب المسح الشامل للمدينة ، وحصلت رفيديا على المرتبة الأولى في توزيعه ، وبلغت نسبة استخدام الطرق 10% حسب المسح الشامل للمدينة ، وحصلت المنطقة الصناعية على المرتبة الأولى في توزيعه ، وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات أهمها:
1- ضرورة استخدام نظم المعلومات في كافة المؤسسات والجامعات والكليات والبلديات للاستفادة منها في البحوث والمجالات التطبيقية والكمية ، وتأسيس وحدات خاصة داخل كل مؤسسة تعمل على تطوير وتبني هذه التكنولوجيا الحديثة .
2- نتيجة لتداخل الاستعمالات خصوصا الاستعمال الصناعي ، وكذلك الاستعمال التجاري داخل أحياء المدينة ، فان الباحث يوصي بضرورة عدم إقامة صناعات بين الأحياء السكنية ، لما لها من أثر سلبي على البيئة وصحة السكان .
3- تعاني المدينة من نقص في شبكة الطرق ، لذلك فان الباحث يوصي بضرورة فتح طرق جديدة داخل المدينة تسهل من حركة السير ، وتمنع وجود أزمات في حركة السير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق